احبائي مرحبا
هذه لمحة بسيطة لتعريف بالمؤلف الأنكليزي كولن ولسون
الذي اثارت مؤلفاته جدلا واسعا في الأوساط الأدبية الأنكليزية والعالمية
لما تتناوله من مواضيع علم نفس الماورائيات (بارابسيكولوجي).
كولن هنري ولسون (26 يونيو 1931) ولد في ليسستر في انكلترا.لعائلة فقيرة من الطبقة العاملة. تأخر في دخول المدرسة ، و تركها مبكرا في سن السادسة عشر ليساعد والده ، عمل في وظائف مختلفة ساعده بعضها على القراءة في وقت الفراغ ، بسبب من قراءاته المتنوعة و الكثيرة ، نشر مؤلفه الاول ( اللامنتمي )1956 و هو في سن الخامسة و العشرين . و تناول فيه عزلة المبدعين( من شعراء و فلاسفة) عن مجتمعهم و عن اقرانهم و تساؤلاتهم الدائمة ، و عزا ذلك الى الرغبة العميقة في ايجاد دين موضوعي و واضح يمكن له ان ينتقل الى الاخرين ، دون ان يقضوا حياتهم في البحث عنه. كان الكتاب ناجحا جدا ، و حقق اصداء نقدية قوية ، و جعل من الشاب الفقير كولن نجما في دوائر لندن الثقافية ، و صارت اخباره الخاصة تتصدر اعمدة النميمة الصحفية، اثر ذلك على كولن كثيرا و صار يتخذ موقفا من الصحفيين و النقاد ، الذين سرعان ما بادلوه نفس الموقف ، و هاجموا كتابه على اساس انه "مزيف " و ملئ بالنفاق. رغم ذلك ، لا يزال ينظر للكتاب على انه ساهم بشكل اساسي في نشر الفلسفة الوجودية على نطاق واسع في بريطانيا.
نظر الى كولن ولسون ، على انه ينتمي الى مجموعة "الشباب الغاضبين " ، - و هم مجموعة من الشباب المثقف المتمرد قدموا عدة اعمال مسرحية في الخمسينات- رغم ان قليلا جدا كان يربطه بهم من الناحية الفعلية. كتابه الثاني ( الدين و التمرد) 1957 قوبل بهجوم شديد من النقاد الذين كرروا وصفه بالمزيف و الكذاب .كذلك ظل النقاد مع معظم كتبه التالية، لكن الرواج التجاري ظل ملازما لمعظم كتبه التي نالت هجوم النقاد او لا مبالاتهم. واصل ولسن الانتاج دون اهتمام لهجوم النقاد ، و قد تنوعت موضوعات كتبه بين الفلسفة ، و علم النفس الاجرامي ، و الرواية. في الفلسفة اكمل سلسلة اللامنتمي :عصر الهزيمة 1959 ، قوة الحلم 1961 ، اصول الدافع الجنسي 1963 ما بعد اللامنتمي 1965 في الرواية كتب عدة مؤلفات روائية منها : طقوس في الظلام 1960 ، ضياع في سوهو 1961 ، رجل بلا ظل 1963، القفص الزجاجي 1966 ، طفيليات العقل 1967 يربو عدد مؤلفات كولن ولسن الان على المائة كتاب .و قد الفت عنه عدة مؤلفات نقدية .
" اللامنتمي هو الانسان الذي يدرك ماتنهض عليه الحياة الانسانيه من اساس واهٍ ، وهو الذي يشعر بان الاضطراب والفوضويه أكثر عمقاً وتجذراً من النظام الذي يؤمن بهِ قومه .. انه ليس مجنوناً ؟، هو فقط أكثر حساسية من الاشخاص المتفائلين صحيحي العقول .. مشكلته في الاساس هي مشكلة الحرية .. هو يريد أن يكون حراً ويرى أن صحيح العقل ليس حراً، ولا نقصد بالطبع الحرية السياسية ، وانما الحرية بمعناها الروحي العميق .. ان جوهر الدين هو الحرية ولهذا : فغلبا ما نجد اللامنتمي يلجأ الى مثل هذا الحل اذا قـُـيَّـــض لهُ أن يجد حلاً .. !
" كولن ولسن"
__________________